الاثنين، 3 يونيو 2013

زيارة لحصن المشقر وحصن الصفا في الهفوف (هجر)

بسم الله الرحمن الرحيم
خرج علينا عبدالخالق عبدالجليل الجنبي بكتابه
هجر وقصباتها الثلاث المشقر والصفا والشبعان
ونهرها محلم
باكتشاف عجيب لمكان حصن المشقر والصفا
واللذان كثر ذكرهما في أشعار المتقدمين من العصر الجاهلي ومابعده
وقد ظل مكانهما مجهولا للبلدانيين المتأخر حتى وفق الله عبدالخالق لاكتشافهما
وقد يسر الله لنا زيارتهما والاطلاع عليهما وتصويرهما
أعضاء الرحلة
خيال العوجا محمد الخيال
عصا الترحال سلطان الدشاش
أولا النصوص الواردة عن حصن المشقر
وكلها مستقاة من كتاب هجر وقصباتها الثلاث
لعبدالخالق الجنبي
ابن الأعرابي (توفي 231)
وهو اللغوي المشهور ، وقد أورد له البكري في معجم مااستعجم في رسم (المشقر) نصا في غاية الأهمية ، بل لولا هذا النص لما استطعنا الوصول إلى معرفة موضع المشقر ، ولكانت جميع النصوص ... لاتعدو كونها قرائن لانجزم معها بشيء ، ولكن جاء ابن الأعرابي فقدم لنا الوصف الذي لامزيد عليه ، فقال يرحمه الله :
( المشقر مدينة عظيمة قديمة ، في وسطها قلعة على قارة تسمى عطالة ، وفي أعلاها بئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض وتذهب في الأرض ، وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر في زيادتها ، وتحلبها نقصانها ) . انتهى
ص 47 من كتاب هجر وقصباتها الثلاث لعبدالخالق عبدالجليل الجنبي
عمرو بن أسوى الليثي العبدي
ألا بلغا عمرو بن قيس رسالة @@@ فلا تجزعن من نائب الدهر واصبر
شحطنا إيادا عن وقاع وقلصت @@@ وبكرا نفينا عن حياض المشقر

أحد آل أسعد بن ملكيكرب تبع
وأزد لها البحران والسيف كله @@@ وأرض عمان بعد أرض المشقر

امرؤ القيس بن حجر الكندي
أبعد أبي في حصن كندة سيدا @@@ يسود جموعا من حبوش وبربرا
ويغزو بأعراب اليمانين كلهم @@@ له أمرهم حتى يحل المشقرا

ويقول في موضع آخر :
بعيني ظعن الحي يوم تحملوا @@@ لدى جانب الأفلاج من بطن تيمرا
فشبهتهم في الآل لما تكمشوا @@@ حدائق دوم أو سفينا مقيرا
أو المكرعات من نخيل ابن يامن @@@ دوين الصفا اللآئي يلين المشقرا

طرفة بن العبد البكري
خذو حذركم أهل المشقر والصفا @@@ بني عمنا والقرض يجزيه بالقرض

وفي القصيدة يقول أيضا
وتصبحك الغلباء تغلب غارة @@@ هنالك لاينجيك عرض من العرض
ويلبس قوم بالمشقر والصفا @@@ شآبيب موت تستهل ولاتغضي
تميل على العبدي في حد أرضه @@@ وكعب بن سهل تخترمه عن المحض

وله أيضا وقيل للمخبل السعدي :
ولئن بنيت لي المشقر في @@@ هضب تقصر دونه العصم

بشامة بن الغدير المري
كأن ظعنهم والآل يرفعها @@@ نخل المشقر أو ما رببت هجر

خبال بن شبة العبسي
وبهن أيام المشقر والصفا @@@ ومحلم نبكي على قتلانا

عبيد بن وهب
ألا هل أتى قومي على النأي أنني @@@ حميت ذماري يوم باب المشقر

عرفطة بن عبدالله المالكي الأسدي
أو المكرعات من نخيل ابن يامن @@@ دوين الصفا اللآئي يحف المشقر

الأعشى ميمون بن قيس صاحب منفوحة
فإن تمنعوا عنا المشقر والصفا @@@ فإنا وجدنا الخط جما نخيلها

عامر بن الطفيل العامري
أردت لكيما يعلم الله أنني @@@ صبرت وأخشى مثل يوم المشقر

وله أيضا
إن تسألي الخيل عنا في مواقفها @@@ يوم المشقر والأبطال في زعج

مالك بن نويرة اليربوعي التميمي
أبى أن يريم الدهر وسط بيوتكم @@@ كما لايريم الأسبذي المشقرا

الشماخ الذبياني
وأعرض من خفان قصر كأنه @@@ شماريخ باهى بانياه المشقرا

متمم بن نويرة اليربوعي
وغيرني ما غال قيسا ومالكا @@@ وعمرا وجزءا بالمشقر المعا
وأراد بكلمة (المعا) أي الذين ذهبوا معا

حميد بن ثور الهلالي
لقد غادر الموت قبل الصفا @@@ وبعد المشقر قدرا جليلا

لبيد بن ربيعة العامري
وأفنى بنات الدهر أرباب ناعط @@@ بمستمتع دون السماء ومنظر
وأعوصن بالدومي من رأس حصنه @@@ وأنزلن بالأسباب رب المشقر

يزيد بن مفرغ الحميري
وشريت بردا ليتني @@@ من بعد برد كنت هامة
أو بومة تدعو صدى @@@ بين المشقر واليمامة

وله أيضا
تركت قريشا أن أجاور فيهم @@@ وجاورت عبدالقيس أهل المشقر

شريح بن هاني الحارثي الضبابي
وباجبيرات مع المشقرا @@@ هيهات ما أطول هذا عمرا

أعشى همدان
ولما نزلنا بالمشقر والصفا @@@ وساق الأعاريب الركاب فأبعدوا
بدأنا فغورنا مياه محلم @@@ لعل بقايا جية القوم تنفد

الفرزدق
وحتى تجروا الغر من رمل عالج @@@ إلى أهل جو أو تجروا المشقرا

جرير
فعودوا للنخيل فأبروها @@@ وعيتوا بالمشقر والصفا

أبوالنجم العجلي
ونزلوا عند الصفا المشقرا @@@ وهبطوا السند بجنبي قطرا
حصن المشقر
قصة بنائه في التاريخ
أمر كسرى ببناء حصن بأرض البحرين كواحدة من القلاع والحصون التي كانت منتشرة بكل ما يتبع فارس , فأرسل رجلا فارسياً يسمى بسك بن ماهبوذ – ويبدو أنه كان مهندس بناء – ليبني هذا الحصن .
استعد بسك لبناء الحصن وأحضر العمال من كل مكان ولكنه لاحظ عدم نشاط العمال وكسلهم , فلما سأل غن ذلك قيل له : إن هؤلاء الفعلة لا يقيمون بموضع إلا أن تكون معهم نساء , فإن فعلت ذلك بهم تم بناؤك وأقاموا عليه حتى يفرغوا منه .
فما كان من بسك إلا أن – كما يقول الطبري – نقل إليهم الفواجر من ناحية السواد والأهواز , أي نقل لهم مجموعة من الداعرات المومسات .
ويقول الطبري : فتناكحوا وتوالدوا فكانوا جل أهل مدينة هجر , وتكلم القوم بالعربية
***********
وفي رسم قارة من معجم البلدان قال ياقوت الحموي : وقال أبوالمنذر يعني هشاما : القارة جبيل بنته العجم بالقفر (الزبيل )والقير (الزفت)وهو فيما بين الأطيط والشبعاء في فلاة من الأرض إلى اليوم***********
وحول بناء هذا الحصن، يذكر الجاسر: «قال ابن الفقيه: ويقال: إنه من بناء سليمان بن داود عليهما السلام، وقال غيره: المشقر حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس يلي حصنا لهم آخر يقال له الصفا قبل مدينة هجر، والمسجد الجامع بالمشقر، وبين الصفا والمشقر نهر يجري يقال له العين».***********
وقيل بناه اليهود وقد يكونون من يهود فارس
شرح ديوان ابن المقرب :
وقال البحراني : جيلان ويامن قوم من اليهود بهجر ، وهم أكرة المشقر .
***********

أشهر أحداثه
والمُشقر يوم من أيام (حروب) العرب المعروفة في العصر الجاهلي، يقول الدكتور عفيف عبد الرحمن في كتابه «الشعر وأيام العرب في العصر الجاهلي»: «يوم المشقر ويُعرف بيوم الصفقة، كان بين تميم وعامل الفرس في اليمن، وفيه أن باذام عامل كسرى باليمن بعث إلى كسرى قافلة تحمل ثياباً ومسكاً، فاعترض القافلة بنو حنظلة بن يربوع وقتلوا حراسها، في مكان يسمى (حَـرَض) فبلغ الخبر كسرى وأعدّ بواسطة عامله بالمشقّر فخاً نصبه لتميم في سنة قحط، وقتل عددا كبيرا منهم».
***********
سوق المشقر
ثم يرتحلون - أي العرب - منها - أي دومة الجندل - إلى المشقر بهجر ، فتقوم سوقها أول يوم من جمادى الآخرة إلى آخر الشهر ، فتوافق بها فارس يقطعون البحر إليها ببياعاتهم ثم تنقشع عنها إلى قابل
***********
أصنام المشقر
وقال أيضا وهو يذكر أصنام الجاهلية:
وكان ذو اللبا لعبد القيس بالمشقر ، سدنته منهم بنو عامر
***********
مكان حصن المشقر
صفة جزيرة العرب ص 330
المشقر بالبحرين نحو هجر ، وبه نخل لايبرح الماء في أصوله
***********
قال أبوعبيدة : بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام ، وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل ، وهي -أي البحرين- الخط والقطيف والآرة وهجر والبينونة والزارة وجواثى والسابور ودارين والغابة وقصبة هجر الصفا والمشقر والشبعان ، والمسجد الجامع في المشقر ، وبين الصفا والمشقر نهر يجري يقال له العين . انتهى***********
التقرير المصور


رأس القارة وهو حصن المشقر
والصورة تبين صخوره الثلاثة
وقيل أنها منحوتة على شكل وجوه

أساسات لسور المشقر وهو السور المبني على باب السوق
الذي حصل فيه يوم الصفقة


والسور ليس بطويل إذ هدفه أن يكون على الباب فقط
ويبدو لي والله أعلم أن هناك سورا محيطا بالحصن مع كل جهاته


باب السوق يفضي إلى هذه الردهة وهي عبارة عن صالة كبيرة نحوت فيها عمودان في وسطها





*****


تجولنا داخل الردهة وهي كبيرة جدا والأهالي جعلوها متنزه لهم

في سقف الحصن نلاحظ التكسير ووضع القار على حتى لايتهلل الحصى عليهم

الطريق المؤدي إلى باب جيار وهو باب المشقر الثاني

صورة توضح التقيير

باب جيار وهو قريب من باب السوق والطريق بينهما من الداخل على شكل الرقم سبعة بالعربي





أساسات البناء للسور واضحة المعالم في حصن المشقر

بنايات وأساسات داخل أحد غرف المشقر
ويبدو أنها مخزن



الحصن منقور مع عدة جهات وهذه غرفة أخرى
وهي كبيرة ويبدو أن لها شأنا في الحصن


عين الحصن وتسمى الخسيف وقد كانت عينا تسيل لدهور طويلة



مجرى عين الخسيف وأبوعبدالله يحاول الدخول لها


قارن الاتفاع لهذا النقر العجيب للوصول إلى العين من أعلى الحصن
يتبع

رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة


رابط إعلاني


  #2   تقرير بمشاركة سيئة  
قديم 05/02/2011, 10:34 AM

البلدانيون البلدانيون غير متواجد حالياً
مكشاتي
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 11
المواضيع: 2
البلدانيون is on a distinguished road

رد: حصن المشقر أشهر حصون الجزيرة ... رحلة مصورة : محمد الخيال وعصا الترحال






*******
صعدنا إلى الحصن لنطلع على نقر البئر
وقد حملنا معنا إفارنا وأفطرنا هناك


من أعلى حصن المشقر


صورة توضح حصن الصفا وجبل قارة الشهير ( الشبعان )
من فوق حصن المشقر


كان الصعود على المشقر من أكبر أماني البلدانيين
وهانحن نصعده ونفطر على ظهره


صورة لثقب البئر في أعلى المشقر



إنها من العجائب









وبهذه الصورة نصل وإياكم إلى ختام هذا التقرير
خيال العوجا محمد الخيال
عصال الترحال سلطان الدشاش

الخميس، 30 مايو 2013

ويسألونك عن خيّال العوجاء "أخو من أطاع الله"

ويسألونك عن خيّال العوجاء "أخو من أطاع الله"

محمد بن عبدالله الخيال
    يحفل تراثنا بفرائد تحتاج منا إلى التدقيق والتفسير ليتتضح معناها الجليل وتعم فائدتها الجميع ومنها خيال العوجاء. حيث تساءل البعض عن ماهية جذور هذه النخوة الدينية، في حين أشار بعض المحققين الى أن هذه النخوة تطورت مع الأيام وعدلت على مر السنين فأصبحت: "خيال التوحيد أخو من أطاع الله" بدلاً من "خيال العوجاء أخو من أطاع الله".
فلماذا عدلت؟ وهل يعني خيال التوحيد نفس معنى خيال العوجاء؟
قلت: الجواب نعم. ولنمعن النظر في ذلك..
يقول الشيخ عبدالله بن خميس في "معجم اليمامة"(424/1):
"فما هي هذه (العوجاء؟) ... لقد قال بعض الناس حينما دعا الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوته السلفية... قالوا انها دعوة عوجاء!! فقال أبطال آل سعود، وقال أهل (الدرعية) وقال أهل (العارض) معهم: نحن أهل (العوجاء) ... إمعاناً في الإيمان لهذه الدعوة وتصديقاً لها وتحقيقاً للمتابعة المخلصة، وإشارة يردون بها على المكذبين والمعاندين والمعارضين بأنكم سوف تعلمون غداً حقيقة هذه الدعوة (العوجاء) بزعمكم حينما يظهرها الله وينصرها ويمكن لها في الأرض". انتهى.
وفي صحيح البخاري (747/2، 1831/4وحديث رقم 2018ورقم 4558) عن يسار بن عطاء قال: لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً). وحرز للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً.
قلت وبالله التوفيق: قال ابن منظور - رحمه الله تعالى - مؤلف "لسان العرب" في تعليل "الملة العوجاء" ما نصه (332/2):
"ومنه الحديث: حتى تقيم به الملة العوجاء، يعني ملة إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام التي غيرتها العرب عن استقامتها".
كما قال ابن منظور في تعليل "الملة الحنيفية" ما نصه: "الحنف الاعوجاج في الرجل، وقال: الحنيف، المسلم الذي يتحنف عن الأديان أي يميل إلى الحق، وقيل هو الذي يستقبل البيت الحرام على ملة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام". انتهى.
قال أبو منصور الأزهري: "معنى الحنيفية في الإسلام الميل إليه والإقامة على عقده، والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام والثبات عليه". انتهى.
هذا ما ورد في الحديث ومعاجم اللغة العربية من تفسيرات لغوية عن الملة العوجاء، الملة الحنيفية، ملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وهي جميعاً تصب في نفس المعنى المقصود به توحيد الألوهية، وإنكار عبادة الأوثان والكفر بالطاغوت ونبذ العادات الجاهلية.
ذكر الله تعالى خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بآيات مفصلات في صورة البقرة (من أول الآية 124):
(وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين@ وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود@ وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير@ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم@ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم@ ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم@ ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين@ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين@ ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون@ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون@ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون@ وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين) صدق لله العظيم.
وقد اعتنى الشعراء بتمجيد تلك النخوة الدينية المشهورة في الأهازيج الحربية التي كانت ترددها جيوش المجاهدين الأشاوس في ساحات المعارك:
"حنا أهل العوجاء مروية السنين"
كما اشتهرت تلك الصفة بين شعراء القبائل العربية بان أهل العوجاء هم جيوش الدعوة السلفية من حاضرة وبادية.
قال الشيخ عبدالله بن خميس من قصيدة حربية:
له السيف من وادي حنيفة مصلت
تناغيه أبطال حماة بواتع
أجادوا فنون الحرب من عهد تبع
كأن المنايا إن لقوها مراضع
إذا سمعوا (العوجا) تداعوا كأنهم
ظماء دعتها للورود شرائع
كما ترددت تلك النخوة كثيراً في الشعر الملحون ومنه قول الشاعر الحماسي الكبير محمد العوني:
مني عليكم يا هل العوجا سلام
واختص أبو تركي عمي عين الحريب
إلى أن قال:
أكرم هل العوجا مقابيس الظلام
هم درعك الضافي إلى بار الصحيب
عينك إلى سهرت يعافون المنام
غش لغيرك وأنت لك مثل الحليب

الأربعاء، 29 مايو 2013

جولة ربيعية حول ثهلان والكلاب والرشاء والبدي (1-2)- لمحمد الخيال

 
جولة ربيعية حول ثهلان والكلاب والرشاء والبدي (1-2)- لمحمد الخيال
 
تعرفت على أبرز الأعلام بمنطقة الشريف بعالية نجد برفقة الأستاذ محمد بن سيف جزاه الله خيرا احد أبناء بلدة الشعراء حيث أوقفني على جبلها العظيم ثهلان وواديها الخصيب المسمى قديما الكلاب ، والأعلام المشهورة حول ميدان معركة يوم الكلاب الثاني ومنها حذنة ومجيرة وتيمن والكلاب والرفايع ووادي الرشاء وشطب والبدي وخنوقة وبحار ووادي التسرير ووادي الرمادية وأبو دخن وعروى والبجادية والنضادية والنير ونطاق وما حولهم من الأرياف الساحرة .
وبقراءة الأدبيات البلدانية القديمة والحديثة وروايات أيام العرب الأولى نجد أن هذه الأماكن تذكرنا بموضوعين لهما علاقة بعالية نجد :
الأول: ميدان المعركة التي حدثت في يوم الكلاب الثاني والتي تمثلت في دفاع بني تميم ضد غزو بعض قبائل اليمن وشواهد الأماكن في الشعر الذي قيل عن تلك المعركة.


صوره توضح موقع وادي الكلاب-الشعراء
والثاني : بيت من الشعر ينسب للشاعر المخضرم لبيد بن ربيعة العامري رحمه الله وهو :
لاقَى البَدِي الكُلابَ فاعتلجَا ** مَوْجُ أَتِيَّيْهِما لِمَنْ غَلَبَا
وسوف أتناول مناقشة معطيات الشواهد ومقاربة النصوص وتعريف الأماكن وآراء البلدانيين بحيث تتضح لنا الصورة الجميلة والشاعريه التي رسمها الشاعر لبيد بن ربيعة العامري لوادي الكلاب بمنطقة الشريف بعالية نجد وكيف دعدع سرة الرشاء كما دعدع ساقي الأعاجم الغربا .




صوره توضيحيه اجتهاديه توضح الوادي وما حوله من اعلام
ولنبدأ بوصف أبو علي الهجري رحمه الله لمعالم المنطقة حيث قال :» وسألت الباهلي عن تيمن فقال : هضبة برأس الذَرو ذرو الشريف ، مغرب الشمس من حصن ابن عصام بيوم ، وسيل تيمن يصب على الكلاب . والكلاب واد به نخل وسدر وطلح ، وبجانب الكلاب ثهلان جبل عظيم ، علم أَسود به الوحوش ، عرضه يوم .» و قال ايضا : تيمن : بلد من شق الكلاب.» انتهى.(1) وهذا الوصف واضح وضوح الشمس .


جبل ثهلان

ثهلان من الجهه الشرقيه ممايوالي الكلاب
و تَيْمَنُ هذه هي التي تسمى في الوقت الحاضر هضبة تيما وتقع جنوب بلدة الشعراء في أعالي وادي الكلاب وهي إحدى الشواهد على ميدان معركة يوم الكلاب الثاني، حيث حلت الهزيمة على الغزاة في موقعة الكلاب فيما بين هضاب تيمن وحذنة ومجيرات وجبل ثهلان . فلجأ وعلة الجرمي حامل لواء الغزاة إلى هضبة تيمن معتصما بها وقال أبيات من الشعر مشهورة ، يذكر تيمن وحذنة وهن من أعلام ميدان المعركة:
نجوت نجاءً ليس فيه وتيرة ** كأني عقابٌ عند تَيْمَن َكاسرُ
كأنا وقد حالت حذُنُة دوننا**َ نعامٌ تَلاه فارسٌ مُتواتر‏




هضبة تيماء ( تيمن قديما )


جبل حذنه (الحذني)


مجيرات

وقال محرز بن المكعبر الضبي التميمي يذكر حذنة ومجيرات وهن من أعلام ميدان المعركة :
دارت رحانا قليلاً ثم صبحهم ** ضرب تصيح منه حلة الهام
ظلت ضباع مجيرات يلذن بهم ** وألحموهن منهم أي إلحام
حتى حذنة لم تترك بها ضبعا ** إلا لها جزر من شلو مقدام
وقال الهمداني رحمه الله :» ومما يصالي الحمى (حمى ضرية) : بطن الرشاء وهو بظهر ثهلان إلى ذات النطاق ، ومن مياه ثهلان ذو يقن وذو قلحا والريان والكلاب والشعرا ، وأسفل من ذلك ذرو الشريف وغلانه ومياهه .» انتهى.(2)
وقال ياقوت في معجم البلدان : «وقال ابو زياد : الكلاب اسم واد يسلك بين ظهري ثهلان .» انتهى (3)
و هنا مختصر ماورد في روايات يوم الكلاب الثاني حيث أشار النعمان بن الحسحاس على قومه تميم فقال : يا قوم انظروا ماء يجمعكم ...... ولا أعلم ماء يجمعكم إلا قدة . فارتحلوا وانزلوا قدة - وهو موضع يقال له الكلاب - . فلما سمع أكثم بن صيفي كلام النعمان قال هذا هو الرأي فارتحلوا حتى نزلوا الكلاب وبين أدناه وأقصاه مسيرة يوم وأعلاه مما يلي اليمن ،.........
وسوف نستعرض باختصار مفيد ما قاله البلدانيون عن وادي الكلاب وشواهده بعالية نجد:
1 – أجمع كل من أبو علي الهجري وأبو زياد الكلابي والهمداني ومحمد بن أبي حفصة والأصفهاني وسعد بن جنيدل مؤلف «معجم عالية نجد» على ان وادي الكلاب يقع بظهراني ثهلان ، أعلاه مما يلي هضبة تيمن وأسفله يسيل بوادي الرشاء. وهو ماغلب عليه في الوقت الحاضر مسمى وادي الشعراء .
2 – الشيخ محمد بن بليهد مؤلف «صحيح الأخبار» حام حول حمى الكلاب ولم يقع فيه حيث ذكر أن وادي الكلبة من روافد وادي الكلاب ولكنه صرف النظر عن ذلك فيما بعد ، واختار وادي عصيل ليصله بوادي السرة ومن ثم وادي الركاء.
3 – أما الأستاذ عبدالله الشايع مؤلف الكتاب الثاني من « نظرات في معاجم البلدان» فقد حام في سواد باهلة شرقا عن حمى الكلاب ولم يقع فيه. وحبر جزاه الله خيرا ما يزيد عن مائتين صفحة من الأدبيات البلدانية الممتعة خصصها في البحث عن ماءة قدة، وجبال القد . وكانت نتيجة البحث استبدال مسمى عرض شمام المشهور أو عرض سواد باهلة ليصبح وادي الكلاب . ولو ان الأستاذ الشايع وفقه الله تحرى ماءة قدة عند الرفايع في جوف وادي الكلاب وحضن ثهلان لكان أرجح وأقرب وأوفق. حيث إن بئر الرفايع مشهورة بغزارة المياه وعذوبة الطعم، وكانت معطانا وريفا عذيا للبادية على مر القرون. وهي بئر جاهلية تم إعادة حفرها من قبل سكانها الأكارم.


بير الحزيميه بقصر الرفايع لعائله العجاجي
4 – لم يفرق الشيخان ابن بليهد وابن جنيدل بين يوم الكلاب الأول الواقع بين البصرة والكوفة ويوم الكلاب الثاني الواقع بجوار جبل ثهلان واشتبها عليهما . ولكن ياقوت الحموي والشيخ حمد الجاسر والأستاذ عبدالله الشايع أفاضوا في التفريق بينهما بما لا يدع مجالا للخلط بينهما مستقبلا .
هذا ما أحببت ذكره في هذه اللمحة من البحث بخصوص وادي الكلاب بعالية نجد المسمى حاليا وادي الشعراء . شاكرا لكم سعة البال . واستميح العذر ممن له رأي يخالف النصوص البلدانية القديمة المذكورة والشواهد الشعرية المأثورة عن ميدان المعركة.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله لمناقشة الأمكنة الواردة في قصيدة لبيد بن ربيعة العامري رحمه الله التي ذكر فيها التقاء سيول واديي البدي والكلاب، ووصف فيها عظمة السيول التي هطلت بغزارة وهو يرقبها في وقته وأثارت فضول كثير من البلدانيين فيما بعده. وهذا مطلعها الجميل :
ياهل ترى البرق بت أرقبه * * يزجي حبياً إذا خبا ثقبا
(1) نوادر وتعليقات الهجري
(2) صفة جزيرة العرب
(3) معجم البلدان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

هذا رابط الموضوع بجريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2011/06/03/article638172.html

دمتم بود

رحلتي مع التاريخ من درعية الشرقية إلى درعية اليمامة عبر درب الجودي

أصل الموضوع مقال نشر لي في جريدة الرياض

على هذا الرابط
http://www.alriyadh.com/2008/11/07/article386011.html


في أرض بلادنا

رحلتي مع التاريخ من درعية الشرقية إلى درعية اليمامة عبر درب الجودي (1-2)

أ. محمد بن عبد الله الخيال
قبل البدء في الحديث عن الرحلة يجدر بنا التحقق عن موقع درعية الشرقية في جهات الظهران وتصحيح ماورد من سبقات القلم في تحديد موقعها. والشكر موصول لمشايخنا وأساتذتنا الذين أكرمونا ببحوثهم وأناروا لنا جادة السبيل.
قال الأستاذ محمد الفهد العيسى: "اما الأمر الأول فاننا نجد اسم الدرعية في تلك الناحية من جهات القطيف، ولكنها ليست بلدة الآن، وإنما هي مكان فيه آثار نخل وفيه ماء قديم ثم حفر فيه حديثا بئر بآلة الحفر الحديثة، وتقع الدرعية هذه جنوب بقيق وغرب الظهران بميل نحو الجنوب، وتبعد عن بقيق بما يقارب عشرين ميلا (اثنان وثلاثون كيلا)".
1- قلت وبالله التوفيق: إن درعية الشرقية تقع شمال بقيق بما يقارب اثنين وثلاثين كيلا وليست جنوب بقيق. كما أنها ليست قريبة من واحة القطيف بل تبعد غربا عنها مايقارب من ثمانين كيلا .
أما ما قاله الشيخ حمد الجاسر عن درعية المنطقة الشرقية: انها "آبار ارتوازية تقع في الشمال الشرقي من مدينة بقيق، جنوب سبخة تدعى (أبا الدفوف) غرب مطار الظهران، بينهما جيب عويِد.. وهو سبخة تعتبر امتداداً للمنخفض الممتد شمالاً من ساحل دوحة ظلوم .
ويقال: إن الدرعية هذه هي المكان الذي قدم منه ابن درع جد الأسرة الكريمة آل سعود إلى وادي حنيفة في القرن التاسع الهجري. وتقع الدرعية بقرب (خط الطول 40- 49وخط العرض 14- 26).. وكان اسم الدرعية قبل حفر الآبار الارتوازية حديثاً يطلق على مكان فيه ماءُ قديم، وآثار عمران قديم".
2-قلت وبالله التوفيق: تقع الدرعية شمال سبخة (أبا الدفوف) وليست جنوبها، بل هي جنوب سبخة الضبية، وبقرب (خط العرض 20- 26). كما أن جد الأسرة الكريمة آل سعود الذي قدم من الدرعية هو الأمير مانع المريدي.
وأخيرا وليس آخرا لنتمعن ما قاله الشيخ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في افتتاحية مجلة الدرعية، العدد الأول: "والمؤكد أن نسبة الدرعية إلى آل درع الذين سكنوها.. وأما القول بأنها حملت اسم الدرعية في جهة من جهات القطيف فلا يزال مجرد دعوى.
و لا تكفي دلالة وجود علم مكاني في جهات القطيف اسمه الدرعية دليلاً على أن درعية وادي حنيفة أخذت اسم ذلك العلم بعد اندثاره، بل لا بد من دليل على أن آل درع سكنوه ثم غادروه إلى وادي حنيفة.. " 3- قلت وبالله التوفيق: لقد نظرت في كتب اللغة ومنها "لسان العرب" لابن منظور و"تهذيب اللغة" لأبي منصور الأزهري، فوجدت تعريف "الدرعاء" وهو كل ما اسّود مقدمه وسائره أبيض أو العكس .
إن ناحية الدرعية تقع فيما بين الجهة الغربية من البيضاء والجهة الشرقية من السودة وتلامس الناحية الشمالية من الجوف بالمنطقة الشرقية ويحدها من الشمال سبخة الضبية.
مما سبق يتضح أن درعية الشرقية لم تكتسب اسمها من نسبتها الى آل درع بل اكتسبت اسمها من موقع أرضها وطبيعته، حيث سميت بهذا الاسم لتوسطها بين بيضاء الخط ومنطقة السودة ووادي المياه المسمى قديما بالستارين، وتميز طبيعة أرضها من كثرة الكثبان الرملية البيضاء مع الوهاد المعتمة اللون.
والشواهد على تعليل اكتساب بعض الأماكن مسمياتها من طبيعة أرضها كثيرة، منها على سبيل المثال: الخرجاء، البرقاء، العيون، الرياض، شقراء، بينونه، الأحساء، الجوف، جو، الحاير، القارة، البيضاء، السودة، القصيم، الحجاز، الأفلاج، السيح والأسياح. فجميع مسميات هذه الأماكن لها من طبيعة أرضها حظ ودلالة.
أما شواهد استبدال الألف بالياء فمنها على سبيل المثال: بلدة قران أصبح اسمها القرينة، وحرملاء اصبحت حريملاء، وتؤم أصبحت التويم، والطربال أصبحت الطريبيل.
ومن جميل الصدف أن نقرأ ما قاله الشيخ حمد الجاسر عن تلك الناحية في المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية (البحرين سابقا) بما نصه: "وقد لمح في خاطري تعليل لإطلاق اسم السودة على هذه الأرض، أعرضه على القارئ، بدون أن أقطع بصحته، هو أن الأرض المتاخمة لساحل البحر، الممتدة من شمال واحة الأحساء حتى قرب رأس الخفجي، لها مظهران بارزان: ما قرب من الشاطئ تكثر فيه الرمال، فيبدوا للناظر صافي اللون، (مائل) إلى البياض، ولهذا أطلق عليه اسم البيضاء، بيضاء الخط، أو بيضاء بني جذيمة (بن عبد القيس).
و ما حاذى هذه الأرض غربا الأغوار والمنخفضات التي تكثر مياهها وأشجارها فيخالف لونها لون الأرض الواقعة شرقها، ولهذا أطلق عليها السودة - مقابل البيضاء - وإن لم تتفق الكلمتان وزنا فهما متقاربتان معنى."انتهى.
4- ويقول الشيخ حمد الجاسر أيضا في "المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية" ما نصه: "و يظهر أن اسم البيضاء أطلق على هذه المنطقة لأن أبرز معالمها كثرة الرمال البيضاء فيها إذ تقع بين منطقتين مختلفتي التكوين. فالمنطقة الواقعة غربها تتكون من أراضي منخفضة، وتكثر فيها الآكام والهضاب، والمستنقعات التي تغذي أرضها بمياه العيون الكثيرة، وهذه المنطقة التي كانت تعرف أيضا باسم الستارين، وتعرف الآن باسم الجوف ووادي المياه .
و يستطرد قائلا: "أما طبيعة أرض البيضاء فهي طيب تربتها لارتفاعها عن مستوى البحر، وكثرة رمالها، وتنوع ما ينبت فيها من الشجر والعشب إبان الخصب ونزول الأمطار. ثم أن الأحساء تكثر فيها، والماء فيها قريب من سطح الأرض، ولهذا كان المرء - إلى عهد قريب منذ أن يرتفع عن سواد الأحساء حتى يقرب من دوحة بلبول شمال ميناء الجبيل - لا يفارق نظره مرآى صيران النخيل الكثيرة، النامية في تلك الأرض، بدون غرس أو رعاية، ولكن من آثار العمران القديم الذي لا شك أن لتنقل الرمال من مكان إلى مكان أثر في زواله."انتهى .
5-كما قال الأزهري في "تهذيب اللغة" ما نصه: "و بيضاء بني جذيمة في حدود الخط، بالبحرين، كانت لعبدالقيس وبني جذيمة، وفيها نخيل كثيرة، وأحساء عذبة، وآطام جمة ."انتهى .
6- قلت: وبعد استعراض ماذكره الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، وهو من جاس تلك الأماكن وحقق أثارها، يتضح للباحث أن الدرعية ناحية تقع في غرب البيضاء والظهران وشرق السودة ووادي المياه. وهو الموقع الذي استوطنه المريديون قبل انتقالهم الى وادي حنيفة باليمامة.
وقد قمت بعدة رحلات لناحية الدرعية فوجدت صيران النخيل منبثة في تلك الناحية، ولاحظت كثبان الرمال البيضاء منتشرة في كل مكان. والرمال في تلك الناحية أشبه ماتكون برمال الزويليات بالقرب من الخرج إلا أنها بيضاء اللون. وهي أرض جيدة المرعى تكثر فيها شجيرات الغضا والعاذر والأرطى والعرفج والسبط والرمث والثمام وغيرها.
ومنطقة الحبل الواقعة غرب الدرعية من أفضل المراعي للإبل والأنعام، ولذلك فقد كانت حمى لإبل الجيش والجهاد إلى عهد غير بعيد بأمر من أمير الأحساء ابن جلوي. علما إنها كانت في الماضي من ضمن حمى أحد أمراء الدولة العيونية الفضل بن عبدالله العيوني، لجودة نبتها ومراعيها الذي تربو عليها الإبل. والعيونيون من بني عبدالقيس ومعلوم أن بلاد الأحساء كانت تسكنها هذه القبيلة.
وقد وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد عبدالقيس عند قدومهم للمدينة بما يشبه التزكية وهو يحدث أصحابه حيث قال: "سيطلع عليكم من هاهنا ركب هم خير أهل المشرق". وأوصى بهم الأنصار حيث قال: "يامعشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشبه الناس بكم في الإسلام، أسلموا طائعين، غير مكرهين، ولا موتورين.(7)
(للبحث صلة)





ثبت المراجع:
1- مجلة العرب، السنة الأولى، الجزء الرابع- مدينة الدرعية.
2- المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية.
3- مجلة الدرعية، العدد الأول، إفتتاحية المجلة.
4- المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية.
5- المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية.
6- تهذيب اللغة، أبو منصور الأزهري.
7- صحيح البخاري

منطقة الخرج كما وصفها الهمداني وأشار لها الأعشى وتغنى بها جرير

مقال بلداني صدر في جريدة الرياض بقلم الأديب راشد العساكر

جولة على أطلال بلاد الخرج ومعالمها الآثارية والتاريخية

كما وصفها الهمداني وأشار لها الأعشى وتغنى بها جرير

ياحبذا الخرج بين الدام والأدمي * فالرمث من برقة الروحان فالغرف

انطلقت الرحلة من الرياض بإتجاه الخرج في يوم الخميس: 17/5/1432ه. الساعة التاسعة والنصف ثم الوصول إلى هناك العاشرة والنصف وكانت هذه الرحلة مكونة من الأساتذة محمد بن عبدالله الخيال وخالد بن سعود المبدل وكاتب هذه السطور وذلك للقيام بجولة بلدانية حول أهم الأماكن التاريخية والأثرية في المنطقة والالتقاء بالأستاذ خالد بن زيد المانع الباحث والمعني بتاريخ هذه المنطقة بصفة خاصة والتراث بصفة عامة.
وكان تركيز المجموعة هو تتبع ما أورده الحسن بن أحمد الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب والمتوفى بعد عام 360ه حيث اخذ معلوماته من أحمد بن محمد بن مالك بن سهل اليشكري اليمامي.
وقد دوّن الهمداني ذلك في كتابه المطبوع (ص 282، 283، 295، 309، وغيرهما).
وزعت عدة صفحات تصويراً من كتابه على فريق الرحلة لمحاولة معرفة الأماكن الواردة بها في هذه المنطقة. منها: الملحاء، رملة المغسل، الضبيعة، المنصف، المنيصف، الخضرمة، السيح، جو، الدام، الأدمى، نساح، الثليماء، رأس الكلب، الأكبشة، العيون، بالإضافة إلى أماكن أخرى

(منطقة الخرج)
وردت في المصادر السعودية المتقدمة كتاريخي ابن غنام وابن بشر وغيرهما.
وكان الاستاذ المانع هو دليل هذه الرحلة وقائدها الذي صحبنا إلى هذه المواقع.
بدأت الجولة من بلدة نعجان التاريخية والتي أشار لها بعض مؤرخي الدولة السعودية الأولى وأصبحت اليوم مزارع متعددة انتقل أهلها عنها قليلاً وزحفوا إلى الناحية الجنوبية منها فنعجان ناحيتها الشمالية قرية الضبيعة وما كان عن الوادي جنوباً فهي المحمدي. ويقسمها عن الضبيعة: وادي العين شمالاً -القادم من عليه والذي يصب في ملحاء- (والملحاء التي أشار لها الهمداني، ص 283، تسمى المليحة: وتقع في حدود نعجان).
مجموعة صور من وادي العين


وللضبيعة ذكر تاريخي لدى المؤرخ ابن غنام في الدولة السعودية الأولى وقد أعيد عمرانها وسكناها بقرب عام 1337ه وانتقلت تلكم الأسر التي كانت تسكنها إلى غيرها من الأماكن حيث ان كثيراً من معالمها القديمة الأثرية اختفت وقام على أنقاضها مبانٍ عديدة في ظل التمدد العمراني والزراعي.
بعد ذلك مررنا بوادي نساح المشهور حيث تنتشر بين جنباته شعاب وأودية وروافد مختلفة تحيط به من الجانبين الشمالي والجنوبي تصب فيه المياه والسيول القادمة من عليه وغيرهما شرقاً.
وأقيمت على جنبات هذا الوادي ورحابه المفترشة مد ناظريه عدد من المزارع والاستراحات والطرق ومنها الطريق الجديد الذي تزمع وزارة المواصلات مده إلى الجهات الغربية من المنطقة إلى بيشة وغيرها.
ثم مررنا على محلة الهياثم وهي كانت محلة ورد ذكرها لدى بعض المؤرخين في أواخر القرن الحادي عشر الهجري.
ثم مررنا بالمنيصف وكانت قديماً من منازل بني عامر بن حنيفة.
وكانت في المنطقة آثار قديمة وعتيقة لكنها دمرت في أزماننا المتأخرة.
ويلاحظ فيها مسجد طيني قديم لا يزال ماثلاً للعيان وبجواره من الناحية الجنوبية مقبرته القديمة.
والمنيصف تقرن بمحلة بقربها يقال لها المنصف وقد أشار لها لدى الهمداني في صفة جزيرة العرب، 283. بقوله: «ومن عن يمين المنصف وهو حصن لبني عامر بن حنيفة ثم المنيصف وهو يسقيه المنخرق منخرق نساح»، وقال دليلنا الاستاذ المانع إنه حاول تتبع المنخرق الذي يشير له الهمداني إلا أنه لم يعثر عليه حتى اليوم فهل المقصود بقول الهمداني هو منخرق يكون على مستوى الأرض لوادٍ فيه أم من جبل منخرق ينزل بمياه حتى تصب روافده على هذه الناحية؟
ثم انتقلنا إلى العيون المشهورة في الخرج وهي ثلاث عيون:
1- عين سمحة.
2- عين الضلع.
3- عين أم خيسة.









احدى عيون الخرج

وكل هذه العيون قد جفت مياهها تماماً في حدود عام 1415ه تقريباً.
إلا أننا قد شاهدنا اثر ماء في قعر احدها وهي عين سمحة ولعلها من اثر ما تبقى من السيول التي جاءت المنطقة قبل أسابيع قليلة.
وكلتا العينين الأوليين كان يستفاد منهما في مشروع الخرج الزراعي منذ أيام الملك عبدالعزيز رحمه الله في الستينيات الهجرية من القرن الماضي فقد وضعت مضخات المياه على جوانبيها ولا زالت آثارهما قائمة مع المكائن القديمة وغرفها الخاصة بهما مع أنابيبهما الدافعة لتلك المياه للأعلى. ولعل عمقهما يتجاوز الخمسين متراً ضمن قطر واسع مقارب لمستوى ذلك العمق.
أما عين أم خيسة فيلاحظ وجود الكظائم “ الفقائر” العديدة الموصلة إلى العينين الأوليين في خط الاتجاه الشمالي لهما مما يدل على وجود أنظمة وقنوات مائية عجيبة وجدت قبل الإسلام في هذه المنطقة.
كما يلاحظ وجود المدافن والمقابر البارزة العديدة على الجوانب العليا من جبل الدام الملاصق جنوباً لهذه العيون.
وكم يتمنى المرء والزائر ان تقام جلسات جانبية على هذه العيون الكبيرة لمشاهدتها عن قرب وإحاطتها بزجاج قوي وعوازل متطورة شفافة ومأمونة السلامة ليعاد إحياؤها من جديد مع تحسين الخدمات حولها وان تقوم باستلامها شركات ذات خبرة سياحية والأمل كبير في هيئة السياحة للعمل بذلك.
بعد ذلك اتجهنا الساعة الواحدة والنصف إلى محلة في الدلم تسمى المحمدي - نسبة إلى أسرة آل محمد وهم من الأسر القديمة في المنطقة -.
والمشتهر بين سكانها القدماء أن هذه المحلة حدثت بها الوقعة المشهورة التي جرت بين الملك عبدالعزيز وابن رشيد بعد خروج الملك من الرياض عام 1319ه لملاقاة الجيش الرشيدي بها حيث كان الانتصار الكبير للملك عبدالعزيز وجنده.
وقد كانت هذه المنطقة من البلدات القديمة بل هي أصل وقاعدة البلاد في الخرج- اي الدلم - منذ القرون القديمة وقد خربت البلدة بعد سيل كبير وقع في عام 1211ه وقد أشار إلى ذلك المؤرخان ابن غنام وابن بشر وغيرهما.
وأدى خرابها عام 1211ه إلى انتقال أهلها في الجهة الأخرى مع قيام الإمام فيصل بن تركي بنقل الوقف الذي اجراه عمه الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ومدرسة القرآن بها إلى مكان آخر كما أشارت وثيقة لذلك نشرت على جنبات هذه الصفحة قبل سنوات.
بالإضافة إلى حدوث الموقعة الشهيرة بقربها بين الإمام فيصل بن تركي وخورشيد باشا عام 1253ه التي جرت في محلة الخراب.
فقال ابن بشر:2/167. قال: ثم نزل الباشا في الخراب بعسكره وهي بلدة قديمة قريبة من البلد»
وعن الدلم غرباً يقع الباطن والوادي المسمى باطن تركي حيث تأتي السيول من الجهة الجنوبية إلى الشمالية لتصب ضمن هذه الناحية بخلاف ما يرفدها من سيول قادمة من اتجاهات مختلفة.
ويشاهد الناظر بقايا المياه بعد قدوم السيول - قبل أسابيع - وعلى جوانب هذا الوادي والباطن تقع المزارع العديدة وصنوعها ومعابرها النافذة إليها والتي تنقسم بعد ذلك موزعة هذه المياه إلى مزارع ونخيل عديدة لترتوي منها.
بعد هذه المسيرة تم الاتجاه إلى استراحة مضيفنا الاستاذ خالد المانع واخوته الكرام الذين أكرمونا بإقامة مأدبة غداء دسمة أكرمهم الله بكل خير وجرى خلال الاستراحة بعض المناقشات التاريخية والأدبية مع الاستاذ الأديب منصور المانع المهتم والمعني بالشعر بنوعية فصيحه ونبطيه ولعله يزف إلى محبيه مؤلفاً يجمع من خلاله القصائد القديمة والحديثة لبلاد الخرج وهو من اقدر الباحثين على ذلك.
بعد ذلك اتجهنا في الساعة الرابعة تقريباً غرباً إلى الجبل المشهور والرنان لدى اهالي الخرج والدلم والمسمى جبل أبو ولد وهو جبل بارز سمي بذلك كأنه يحتضن ولده بحيث جاء شكله بأنه ذو رؤوس ومناكب كما يذكر ذلك الشيخ عبدالله بن خميس في معجمه.
ويذكر دليلنا المانع قول الشاعر القديم والمجهول فيه ابياتاً من الشعر النبطي ومنها :

جبل ابو ولد

يابو ولد جعل تنهدي
يا جعل خدك تجي قارة

وبعد ذلك اتجهنا إلى نهاية السلسلة الجبلية الجنوبية عن هذا الجبل والتي تعرف بأنها جبل (رأس الكلب) وتذكر احيانا بخشم الكلب والتي منها كما يذكر المؤرخون مشاهدة زرقاء اليمامة جيش حسان بن تبع في غزوة على قبيلة جديس وأشار إلى ذلك الشاعر الأعشى المنفوحي بقوله :

ما نظرت ذات اشفار كنظرتها
حقاً كما صدق الذئبي اذا سجعا
اذ أقبلت مقلة ليست بكاذبة
إذا يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا

وقد أشير كذلك إلى جبل الكلب عند الهمداني في صفة جزيرة العرب، ص 283.عند ذكره للمنطقة بقوله : (وهذه اليمامة حصون متفرقة ونخل ورياض وقف من عن يمينها بينها وبين نساح يقال لها أكلب وهي منازل بني قيس بن ثعلبة).
ونهاية السلسلة الجبلية المشاهدة لجبل الكلب تقع بجوار مزرعة الأمير بندر بن عبدالعزيز .
ويشير المانع ان هناك مكاناً آخر وبرقة قديمة عند المشطب يقال لها الكلب ولا زال يحقق في ذلك.
بعد ذلك اتجهنا إلى العذار وجامعه الذي يبنى اليوم بأحدث المواصفات وكان يقوم حوله المدينة القديمة.
وبقربها محلة المحماض التي كانت قرى طينية قديمة داهمها سيل جارف عام 1402ه فأخرج ساكنيها عنها وبنيت بعض بيوتها حالياً بالبناء المسلح.
ثم اتجهنا إلى زميقة من ناحية الجنوب من الخرج ويقابلها من الناحية الشرقية الجنوبية الفريع ومن خارجها تمتد أم حميضة وهي بجوار عرق الضاحي.
وشاهدنا سلسلة طويلة من سورها الكبير لا يزال بعضه موجوداً حتى اليوم ويقارب أكثر من أربعة كيلومترات ممتداً من جهة الجنوب إلى الشمال وارتفاع السور يتجاوز بعضه الثلاثة أمتار.
ولا شك ان طول وامتداد هذه الأسوار بهذا الطول والاتساع يدل على قوة اقتصادية جرت في المنطقة يوماً ما.
أخذنا بعد ذلك مصعدين إلى جبل الدام في الساعة الخامسة عصراً.
وهذا الجبل يشير له الهمداني بعد ان ذكر منخرق نساح وقرى الخرج فقال، ص 283:
( وهو في قنع الرمل والقنع مفضي القاع والرملة فالرملة في أصل الدام وهي تسمى رملة المغسل وبين الدام وبين الرملة اللوي....). وقبل ذلك قوله ص 282: (وعن يمين ذلك واد من الدّام يقال له الروحان والدام قف بظهرة البياض وفيه مياه منها الخويرات والثلماء والاكبشة...).
وابرق الروحان يعرف اليوم: بالريحاني ويقع اليوم جنوب مشروع الصافي للألبان اليوم.
والثلماء لا زالت معروفة حتى اليوم وصغرت إلى الثليماء والتي وردت في شعر ابن المقرب العيوني (ت 631ه) ووردت في شعر الخلاوي (المتوفى قبل القرن العاشر الهجري).
والاكبشة يقال لها اليوم كبيشان.
وفي الدام وغيرها من بلاد الخرج قد حددها الشاعر جرير بقوله:

ياحبذا الخرج بين الدام والأدمي
فالرمث من برقة الروحان فالغرف

وجبل الدام يشرف على بلاد الخرج من الناحية الجنوبية.
وإذا وقفنا على هذا الجبل المعترض فإن أقصى ناظريك غرباً يشاهد خشم الكلب ثم رمال الضاحي من الشرق ثم وادي المغسل وبقربه السويدية التي بها مزرعة قائمة ولعها كانت فيما مضى مزارع متعددة. بالقرب من موقفنا الآن الذي نشاهد فيه هذه الأمكنة من جبل الدام.
بعد ذلك أشار دليلنا المانع إلى مجاري وساقي العين القديم الذي يتجه إلى السهباء ورأينا بقايا مجرى اسمنتي حديث وضع في الطريق لم يتبق منه إلا أمتار قليلة.
ثم اتجهنا إلى منطقة يقال لها حديثا :البنّا.وبجوارها مكان يسمى مقبرة البنّا ويتناقل بعض العارفين أنها كانت هي اليمامة القديمة وعند وصولنا إليها رأيناها وقد أدير عليها سور حديدي «شبك» من قبل وكالة الآثار سابقاً منذ ما يقرب من عشرين عاماً تقريباً.
والمنطقة أحيطت من جميع جوانبها بهذه الأسلاك حيث يكون جانباها الشمالي والجنوبي اكبر مساحة من الجانب الشرقي والغربي بحيث جاءت على شكل المستطيل.
ويرى بعض البقايا والسكك القديمة لهذه المدينة الأثرية على ظاهر هذه المستوطنة قد طمرتها الرمال وقفنا عندها حول المغيب بعد ان كانت في زمن مضى تطوى رمال غيرها والله المستعان.
وذكر الأستاذ المانع انه بعد هذا البناء من الجهة الشمالية الشرقية بمسافة الكيل وجدت آبار قديمة وقطع من الفخار حينما ظهرت على الأرض وشوهدت أثناء جريان احد السيول في عام 1351ه.
قال الهمداني، ص282. بعد ذكر السهباء والمسير إلى انقد « ابرق سارة» ثم الروضة فقال: «ثم ترد الخضرمة جو الخضارم مدينة وقرى وسوق فيها بنو الاخيضر بن يوسف وهي دار بني عدي بن حنيفة ودار بني عامر بن حنيفة ودار عجل بن لجيم وديار هوذة بن علي السحيمي الحنفي وهي أول اليمامة من قصد البحرين «. ويرى شيخنا الجاسر رحمه الله ان بلدة اليمامة قامت على الخضرمة القديمة وبالمثل رجح ذلك الشيخ عبدالله بن خميس.
ويلاحظ ان هناك خضرمتين مشهورتين هذه إحداهما والأخرى تقع في منفوحة.
ويتفق الجميع على أن لهذا المكان والموقع شأناً كبيراً لعله الخضرمة المشهورة.
وربما سيتأكد ذلك عند قيام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتنقيب والبحث فيه.
بعد ذلك انتقلنا للوقوف على التقاء وادي حنيفة بوادي السهباء فكان هذ المقرن. وهذا الالتقاء يقع ضمن مشروع الخرج الزراعي في السهباء.
ثم مكثنا نتأمل ما كتبه الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب والمتوفى بعد عام 360ه مع الوقوف على فضاء المكان لنقول جزى الله المؤلف خير الجزاء ومعه مزودة بهذه المعلومات وهو أبو مالك أحمد بن محمد بن سهل بن صباح اليشكري الوائلي اليمامي.
في نهاية هذه الجولة تساءل الجميع:
العيون، الخضرمة، الأسوار، الآبار، والمدافن وغيرها مما تبقى من أهم الآثار الموجود في المنطقة فهل تشرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعداد مخطط مدروس وآلية محكمة وسريعة العمل للمحافظة على هذه الأماكن وكشفها للزائرين.
مع طرح التساؤل عن دور كلية السياحة والآثار وطلاب جامعة الملك سعود عن إجراء المسوحات والتنقيبات الأثرية فيها !!.فهل من تحرك سريع قبل فوات الأوان؟؟

هذا رابط جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2011/06/24/article644523.html